الاثنين، 22 ديسمبر 2014

جن جوه

بسم الله الرحمن الرحيم

كثر جدلا  الأيام الأخيرة الحوار حول الجن بيخش جسم الإنسان أو مابيخشش
 
كلام ربنا سبحانه وتعالى

{الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ
الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة275


حد فسر المس ده داخلي أو خارجي
؟
معلوم ان المس  هو لمس أو جس   الشيء من الخارج


بطريقه أخرى

اغلبكوا يعرف المجال الكهرومغناطيسي

والشاكرات السبعة والسبع هالات

بطريقه علميه واتصوروا  بالسونار والأشعة التحت الحمرا
والأشعة البوحلوقى  والنؤنوئي

اهو العارض بيدخل في المجال ده  ويبدأ يتحكم في الجسد الملازم له

المجال ده من كام ألف سنة  ربنا سبحانه وتعالى قال


{إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ }الطارق4

مش محتاج أظن  أفسر معنى الحفظ والحفاظ

بس اللي هاضيفه هنا ان المولود بيتولد عليه حفظة  حتى يبلغ التمييز
وهنا يترك أمرة لنفسه

لكن ممكن جدا يستمروا في حفظ الجسد حتى مغادرة الروح الجسد
وده يكون ازاي بقى  يا فهيم ؟

هاقولك عشان تكون مكتسب الحفظ لازم تفهم ايات الحفظ  كويس وعامل بيها  ايه هما ايات الحفظ ياعم الحاج ؟

1
{وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ }المعارج34

حافظ على صلاتك  تحافظ عليك  بدليل من لم تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر كمن لا صلاة له

وطبعا أنا قبل كده قلت على شحن  الطاقة  بصورة جماعية
وده بيكون في وقت الصلاة  سواء في المسجد أو الكنيسة

فانت بتسمع بتركيز التلاوة للإمام أو ترانيم القس ويحصل معاكوا جميعا انكوا تكونوا على  كبل شاحن واحد  بقطب موجب
وعند اميييييييييين  بتخرج السلبيات من جسمك  وبتشحن الايجابي
اللي هو

{قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }يوسف64

امنتكم تساوي هنا الامانه

وأنت بتامن بترد الامانه للامين
اللي صنعها
مثلا مثلا أنت جايب عربيه جديدة وتروح توديها التوكيل كل فترة محدده محددها اللي صنع العربية عشان تستمر
فلازم تتصين  ويعالج اي عيوب  موجوده او متوقعه مستقبليه
اللي خلقك بقى  عارف انك محتاج  صيانه خمس مرات في اليوم

والصلاه في الجماعه افضل 27 مرة من الصلاة المنفرده
لان العوارض والشياطين ايا كان المسمى   بيختاروا  زي الذئب الشاه الشارده
فانت بتصلي وحدك هايوسوسلك بقى باي موضوع  دنيوي  او يلقى في ذهنك  صور ممكن تبطل صلاتك اصلا
لكن في المسجد أو الكنيسة  انت محصن منه  ولا سبيل له عليك
هايقول حد بقى انا في المسجد  وبيحلي كده
هي دي الحاله حضرتك  اللي عارضك جواك
ودي اغلبها سحر مشروب او ماكول

وهنا احب الفت النظر تاني
ان قصه سحر النبي صلى الله عليه وسلم
قصة خرافيه
 وان ربط تخيل سيدنا موسى  من السحر ان الحبال  اتحولت افاعي
سيدنا موسى كليم الله لكن رسالته نزلت في الألواح مكتوبة
مكانش بيوحى إليه  ولا وحي بينزل له  بكلام الله مكتوب ليحفظ
وطبعا عشان سيدنا محمد يسحر  وهو بينزل عليه قران يبقى دي آيات من الشيطان اللي لابسه ؟

وقصه انه فداء للأمة  طب زعلانين ليه من المسيحيين لما يقولوا المسيح فداء للأمة برضه
؟
هل عشان النبي أتولد يتيم  مافيش خلاص أيتام ؟
طب عشان كان فقير خلاص خلصوا الفقراء؟
أتمنى الدعاة يتكلموا كلام منطقي  ويحترموا عقول المتلقين
طبعا انا شردت

المهم بقى ان 53 حديث صحيح
عن الجن بيدخل الجسد

وانا مش في موقف احلل او اايد لكن دي وجة نظري الخاصة جدا

ان المس لم يحدد داخلي او خارجي
والاحاديث


هاكتفي بسبعه تقدروا تخشوا  المواقع الاسلاميه وتبحثوا  عن صدقها واراء العلماء فيها
اللي تلاقي الواحد بؤكد صحة الحديث ويرجع ينفي ان الجن بتخش


الحديث الأول :


عن عطاء بن رباح قال : قال لي ابن عباس - رضي الله عنه – : ( ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ قلت : بلى ، قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي ، قال : إن شئت صبرت ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك ؟ فقالت : أصبر ، فقالت : إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف ، فدعا لها )


تخريج الحديث :


( أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 1 / 347 - متفق عليه - أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب المرضى ( 6 ) - باب من يصرع من الريح - برقم ( 5652 ) ، والإمام مسلم في صحيحـه – كتـاب البر والصلـة ( 54 ) - باب ثواب المؤمن فيما يصيبه - برقم ( 2576 ) ، والنسائي في الكبرى - 4 / 353 - كتاب الطب ( 7 ) - برقم ( 7490 ) ، والسيوطي في " الدر المنثـور "- 4 / 287 ، وأبي نعيم في "الحلية" - 2 / 71 - 6 / 180 ، وابن حجر في " الفتح " - 10 / 114 ، والبغوي في " شرح السنة " - 5 / 275 ، والتبريزي في " المشكاة " - برقم ( 1577 ) ، والبخاري في " الأدب المفرد " - برقم ( 505 ) ، والذهبي في " الطب النبوي " - برقم ( 103 ) ، والكحال في " الأحكام النبوية في الصناعة الطبيـة " - 1 / 44 ، والبيهقـي فـي " دلائـل النبـوة " - 6 / 156 ، والطبراني في " المعجم الكبيـر " - 11 / 157 ، وابن كثير في " البداية والنهاية " - 6 / 182 ، 232 - أنظر صحيح الأدب المفرد 390 )


وهذه المرأة اسمها أم زفر كما روى ذلك البخاري في صحيحه عن عطاء ، والظاهر أن الصرع الذي كان بهذه المرأة كان من الجن 0

قال الحافظ بن حجر في الفتح ( وعند البزار من وجه آخر عن ابن عباس في نحو هذه القصة أنها قالت : إني أخاف الخبيث أن يجردني ، - والخبيث هو الشيطان - فدعا لها فكانت إذا خشيت أن يأتيها تأتي أستار الكعبة فتتعلق بها 000 ثم قال : وقد يؤخذ من الطرق التي أوردتها أن الذي كان بأم زفر كان من صرع الجن لا من صرع الخلط انتهى ) ( فتح الباري - 10 / 115 ، أنظر الدين الخالص – ص 74 ، 84 ، 85 ) 0

قال النووي : ( وفي حديث المرأة التي كانت تصرع دليل على أن الصرع يثاب عليه أكمل ثواب ) ( صحيح مسلم بشرح النووي - 16 ، 17 ، 18 / 102 ) 0

الحديث الثاني :


عن ----- قال ( أتت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بها طيف ( قال ابن منظور : والطيف : المس من الشيطان ، وقرئ : إذا مسهم طيف من الشيطان ، وطائف من الشيطان ، وهما بمعنى واحد – لسان العرب 9 / 225 ) ، فقالت : يا رسول الله ! ادع الله أن يشفيني 0 قال : " إن شئت دعوت الله عز وجل فشفاك ، وإن شئت فاصبري ، ولا حساب عليك " 0 قالت : أصبر ، ولا حساب علي )


تخريج الحديث :


( أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 2 / 441 ، وابن حبان في صحيحه - برقم ( 708 ) ، والبزار - ج 1 / رقم 772 ، والحاكم في المستدرك - 4 / 218 ، والأصبهاني في الترغيب - برقم ( 529 ) ، والبغوي في " شرح السنة " - 5 / 236 ) ، وقال الحاكم " صحيح على شرط مسلم " ووافقه الذهبي ، وقال الشيخ ابو اسحاق الحويني " هذا حديث حسن " - أنظر كتاب الأمراض والكفارات والطب والرقيات - ص 46 )


قلت : اختلف أهل العلم في بيان صرع الصحابية الجليلة ( أم زفر ) - رضي الله عنها - هل هو عضوي أم شيطاني ، والذي يترجح لدي في هذه المسألة بأن الصرع الذي كانت تعاني منه هذه الصحابية هو النوع الثاني ، أي الصرع الشيطاني بدليل نص الحديث الثاني الذي أوردته في سياق أدلة إثبات صرع الجن للإنس ، وأعتقد أنه طريق آخر لحديث ( أم زفر ) الأول ، حيث ورد في الحديث ما نصه : " أتت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بها طيف " وقد ورد في المعاجم بأن الطيف هو المس من الشيطان ، وكذلك ما نص عليه الحافظ بن حجر - رحمه الله - في تعقيبه على حديث ( أم زفر ) بقوله : " وقد يؤخذ من الطرق التي أوردتها أن الذي كان بأم زفر كان من صرع الجن لا من صرع الخلط " والله تعالى أعلم 0

الحديث الثالث :


عن أم أبان بنت الوازع بن زارع بن عامر العبدي ( أم أبان بنت الوازع بن الزارع: مقبولة ، من الطبقة الرابعة ، أخرج لها البخاري وأبو داوود - أنظر تقريب التهذيب - 2 / 619 ، وميزان الاعتدال - 4 / 611 ، ترجمة رقم 11004 ) ، عن أبيها ( أن جدها الزارع انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق معه بابن له مجنون ، أو ابن أخت له - قال جدي : فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت : إن معي ابنا لي أو ابن أخت لي – مجنون ، أتيتك به تدعو الله له ، قال : ( ائتني به ) ، قال : فانطلقت به إليه وهو في الركاب ، فأطلقت عنه ، وألقيت عنه ثياب السفر ، وألبسته ثوبين حسنين ، وأخذت بيده حتى انتهيت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( ادنه مني ، اجعل ظهره مما يليني ) قال بمجامع ثوبه من أعلاه وأسفله ، فجعل يضرب ظهره حتى رأيت بياض إبطيه ، ويقول : أخرج عدو الله ، أخرج عدو الله ) ، فأقبل ينظر نظر الصحيح ليس بنظره الأول 0 ثم أقعده رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه ، فدعا له بماء فمسح وجهه ودعا له ، فلم يكن في الوفد أحد بعد دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم يفضل عليه )


تخريج الحديث :


( قال الهيثمي : رواه الطبراني وأم أبان لم يرو عنها مطر " مجمع الزوائد " - 9 / 3 ، وقال الحافظ عن أم أبان : مقبولة - تقريب التهذيب - 2 / 619 ، والحديث ورد في الطبراني عن مطر بن عبد الرحمن الأعنق )


قال الأستاذ عبدالكريم نوفان عبيدات : ( فهذا الحديث قد دل على أن الشيطان يصرع الإنسان بحيث يصير مجنونا ، فقد انطلق الوازع بابن له - أو ابن أخت له - مجنون - كما جاء في الحديث ، حتى جاء به إلى رسول الله عليه وسلم فجعل يعالجه عليه الصلاة والسلام ويضرب ظهره وهو يقول للشيطان : " أخرج عدو الله ، أخرج عدو الله " وفي هذا دليل على أن جنون الصبي كان بفعل صرع الشيطان له ، فما كان الشيطان يملك إلا أن يطيع المصطفى - عليه الصلاة والسلام - فيخرج من الصبي ، فيعود مشافى معافى ، ليس في القوم أحد أفضل منه ) ( عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة - ص 265 - 266 ) 0

قال صاحبا كتاب " طارد الجان " : ( ونحن نجد في كلمة " أخرج عدو الله " دليل قاطع يقطع الطريق على الذين ينكرون دخول الجن إلى الجسد لأننا لو تأملنا اللفظ نجد كلمة " أخرج " وهي تدل على أن هناك دخول قد حدث وإلا ما كان خاطبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بلفظ " أخرج " ) ( طارد الجان - ص 58 ) 0

قلت : وفي هذا الحديث دلالة أكيدة على صرع الجن للإنس ، حيث أحضر الغلام للنبي صلى الله عليه وسلم في حالة من الجنون والتخبط وقد أمر عليه الصلاة والسلام الجني الصارع بقوله : " أخرج عدو الله ، أخرج عدو الله " ، وهذا يعني أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يخاطب أحدا ما بهذا القول ، ولو كان غير ذلك لما قال عليه الصلاة والسلام : " أخرج " وهذا يعني أنه قد علم يقينا بحالة الغلام ومعاناته إما نتيجة الكشف والمعاينة أو أنه أخبر بوحي من السماء بأن معاناة الغلام هي نتيجة مس شيطاني ، وبناء عليه فقد تعامل صلى الله عليه وسلم مع هذه الحالة بما تحتاج إليه من انتهار وزجر ونحوه حتى عاد الغلام وما به قلبه ، وهذا الحديث يدل دلالة أكيدة واضحة على أن الغلام تعرض لأذى الأرواح الخبيثة والله تعالى أعلم 0

الحديث الرابع :


1)- عن يعلى بن مرة - رضي الله عنه - قال : ( رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا ما رآها أحد قبلي ، ولا يراها أحد بعدي ، لقد خرجت معه في سفر حتى إذا كنا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة معها صبي لها ، فقالت يا رسول الله : هذا الصبي أصابه بلاء وأصابنا منه بلاء ، يؤخذ في اليوم لا أدري كم مرة ، قال : ( ناولينيه ) ، فرفعته إليه ، فجعله بينه وبين واسطة الرحل ، ثم فغر ( فاه ) ، فنفث فيه ثلاثا ، وقال : ( بسم الله، أنا عبدالله ، اخسأ عدو الله ) ، ثم ناولها إياه ، فقال : ( ألقينا في الرجعة في هذا المكان ، فأخبرينا ما فعل ) ، قال : فذهبنا ورجعنا فوجدناها في ذلك المكان معها ثلاث شياة ، فقال ( ما فعل صبيك؟ ) فقالت : والذي بعثك بالحق ما حسسنا منه شيئا حتى الساعة، فاجترر هذه الغنم ، قال : انزل خذ منها واحدة ورد البقية )


تخريج الحديث :


( أخرجه الإمام أحمد في مسنده – 4 / 170 ، 172 ، والمنذري في "الترغيب"– 3 / 158– والحاكم في المستدرك – 2 / 617 – 618 ، ووافقه الذهبي - وقد أورد العلامة محمد ناصر الدين الألباني كلاما مطولا قال في نهايته " وبالجملة ، فالحديث بهذه المتابعات جيد ، والله أعلم - أنظر سلسلة الأحاديث الصحيحة 1 / 874 – 877 – قال الحافظ ابن كثير في " البداية والنهاية " عقب ذكره بعض طرق هذا الحديث : " فهذه طرق جيدة متعددة ، تفيد غلبة الظن أو القطع عند ( المتبحرين ) أن يعلى بن مرة حدث بهذه القصة في الجملة " – 6 / 140 )


يقول الدكتور عبد الحميد هنداوي المدرس بكلية دار العلوم في جامعة القاهرة – ردا على صاحب " الاستحالة " : ( 00 وبذلك جعل الاختلاف في اللفظ من قبيل الاضطراب الذي يرد به الحديث !! وليس الأمر كذلك ، وذلك لأن تفل النبي صلى الله عليه وسلم في جوف المريض في هذا الحديث ، وتوجيه الخطاب إلى الجني في جوفه بأي لفظ كان لهو أقوى دليل على دخول الجني ، واستقراره في جوفه 0
فضلا عن أن لفظ : " اخسأ " يعني الطرد ، والزجر ، والإبعاد ؛ كما تبينه المعاجم ، وهذا يدل على أن الجني إما مستقر في جوفه ، أو ملازم له مقترن به ، مماس له ، ولو من الخارج 0
ومعلوم أنه لو كان الجن خارجا عنه ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتفل في جوف المريض ، بل كان يتفل حيث يستقر الجني ) ( الدليل والبرهان على دخول الجان في بدن الإنسان - ص 8 ) 0

وقال العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - ردا على كلام صاحب " الاستحالة " : ( لقد شكك في دلالة الحديث على الدخول ؛ بإشارته إلى الخلاف الواقع في الروايات ( ! ) ، ولكن ليس
يخفى على طلاب هذا العلم المخلصين أنه ليس من العلم في شيء أن تضرب الروايات المختلفة بعضها ببعض ، وإنما علينا أن نأخذ منها ما اتفق عليه الأكثر ، وإن مما لا شك فيه أن اللفظ الأول : " اخرج " أصح من الآخر : " اخسأ " ؛ لأنه جاء في خمس روايات من الأحاديث التي ساقها ، واللفظ الآخر جاء في روايتين منها فقط !
وإن مما يؤكد أن الأول هو الأصح صراحة حديث الترجمة ، الذي سيكون القاضي بإذن الله على كتاب " الاستحالة " المزعومة ، مع ما تقدم من البيان أنها مجرد دعوى في أمر غيبي مخالفة للمنهج الذي سبق ذكره ) ( السلسلة الصحيحة – 2988 ) 0

قلت : قول المرأة " يؤخذ في اليوم لا أدري كم مرة " دليل على أن هذا الصبي كان يصرع ويأتيه ما يأتيه من البلاء ، وقد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يعاني من مس شيطاني خبيث ، بدليل قوله عليه الصلاة والسلام : ( ناولينيه ) ومن ثم فغر فاه ونفث فيه ثلاثا وخاطبه صلى الله عليه وسلم قائلا : " بسم الله ، أنا عبد الله ، اخسأ عدو الله " ، فما كان من ذلك الخبيث إلا طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومفارقته لجسد الغلام وعودته سليما معافى بإذن الله سبحانه وتعالى وببركة فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بدليل انتظار المرأة له عليه الصلاة والسلام ومكافأته على فعله ، والحديث بمتابعاته جيد لا يقدح فيه ، فهذه طرق جيدة متعددة ، تفيد غلبة الظن أو القطع عند ( المتبحرين ) أن يعلى بن مرة حدث بهذه القصة في الجملة والله تعالى أعلم 0

2)- عن يعلى بن مرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنه أتته امرأة بابن لها قد أصابه لمم ( اللمم : طرف من الجنون يلم بالإنسان ، أي يقرب منه ويعتريه ، أنظر النهاية في غريب الحديث 4 / 272 ) فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :" أخرج عدو الله أنا رسول الله " 0 قال : فبرأ فأهدت له كبشين وشيئا من إقط وسمن ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يا يعلى خذ الإقط والسمن وخذ أحد الكبشين ورد عليها الآخر )


تخريج الحديث :


( أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 4 / 171 ، قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " - 9 / 6 : أخرجه الإمام أحمد ورجاله رجال الصحيح 0 وأخرجه الحاكم في المستدرك – 2 / 618 – وقال عنه : حديث صحيح الاسناد ، ولم يخرجاه بهذه السياقة ووافقه الذهبي 0 وأخرج الدرامي نحوه من حديث طويل 0 باب ما أكرم الله به نبيه من إيمان الشجر به والبهائم والجن – المقدمة – ( 4 ) – 1 / 18 ، وقـد أورد العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني كلاما مطولا قال في نهايته " وبالجملة ، فالحديث بهذه المتابعات جيد ، والله أعلم – أنظر سلسلة الأحاديث الصحيحة – 1 / 874 – 877 )


الحديث الخامس :


* عن ابن عباس – رضي الله عنه – : ( أن امرأة جاءت بابن لها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ، إن ابني هذا به جنون ، وإنه يأخذه عند غدائنا وعشائنا فيفسد علينا ، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ودعا له ، فتع تعة ، فخرج من جوفه مثل الجرو الأسود فشفي )


تخريج الحديث :


( أخرجه الإمام أحمد في مسنـده – 1 / 239 ، 254 ، 268 ، والدرامي في سننه – المقدمة ( 4 ) ، والبيهقـي في " دلائل النبـوة " – 6 / 182 ، والطبراني في " الكبير " ، وقد ورد في " مجمـع الزوائـد " – 9 / 2 ، بنص آخر ، قال الهيثمـي : وفيه فرقد السبخي وثقه ابن معين والعجلي وضعفه غيرهما-وقال الشيخ أحمد شاكر : ضعيف ، وقال عنه الحافظ : صدوق عابد لكنه لين الحديث كثير الخطأ ، تقريب التهذيب – 2 / 108 – قال الحافظ ابن كثير : " وفرقد السبخي رجل صالح ، لكنه سيئ الحفظ ، وقد روى عنه شعبة وغير واحد ، واحتمل حديثه ، ولما رواه ها هنا شاهد مما تقدم – البداية والنهاية – 6 / 159 )


قلت : ومع ضعف الحديث آنف الذكر إلا أن معناه صحيح وقد أكدت كثير من الأحاديث السابقة على نفس المعنى المشار إليه في هذا الحديث ، وحددت بما لا يدع مجالا للشك مسألة عقدية هامة تتمثل بدخول الجان لبدن الإنسان وتلبسه وصرعه ، وهذا ما أجمعت عليه الأمة ، إلا الندرة القليلة التي شذت عن ذلك ، وبالعموم فالقول الفصل في إثبات صرع الجن للإنس معلوم ومن لم يكفه الدليل النقلي والحسي المشاهد في تحقيق هذه المسألة ، فما أعتقد إلا أنه صاحب نظر قاصر وهوى فكري لا يستند إلى الدليل بل يرجح في عقله القال والقيل ، وعليه فينصح بالعلاج الفكري أو العودة الصادقة للمنهل العذق والأصول والأحكام المقررة لا إلى الأقوال المجردة 0

قال الأستاذ عبدالكريم نوفان عبيدات : ( فهذه الأحاديث بطرقها المختلفة قد دلت على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاطب الشيطان الذي صرع الصبي وأفقده عقله ، بقوله له : بسم الله ، أنا عبد الله ، اخسأ عدو الله 0 فيعود الصبي وقد ذهب ما به ، وتهدي تلك المرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كبشين وشيئا من لبن وسمن ، فيرد - عليه السلام - الكبشين كما جاء في بعض الروايات ، ويأخذ أحدهما كما في روايات أخرى ، ويأخذ اللبن والسمن ، ولعلها تكون حوادث مختلفة ، وهي تدل دلالة مباشرة على أن شرار الجن يصرعون الإنس ، فيصاب المصروع بالجنون ، حيث يجعله يتخبط في حركاته ) ( عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة - ص 267 - 268 ) 0

الحديث السادس :


عن عثمان بن العاص - رضي الله عنه - قال : ( لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف ، جعل يعرض لي شيء في صلاتي ، حتى ما أدري ما أصلي 0 فلما رأيت ذلك ، رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ابن أبي العاص ؟ ) قلت : نعم ! يا رسول الله ! قال : ( ما جاء بك ؟ ) قلت : يا رسول الله ! عرض لي شيء في صلواتي ، حتى ما أدري ما أصلي 0 قال : ( ذاك الشيطان 0 ادنه ) فدنوت منه 0 فجلست على صدور قدمي0 قال ، فضرب صدري بيده ، وتفل في فمي، وقال : ( أخرج عدو الله ! ) ففعل ذلك ثلاث مرات 0 ثم قال : ( الحق بعملك )


تخريج الحديث :


( أخرجه ابن ماجة في سننه - كتاب الطب ( 46 ) – برقم ( 3548 ) ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح ابن ماجة 2858 – وصححه البصيري في " مصباح الزجاجة " – 4 / 36 – السنن )


يقول العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله - : ( وفي الحديث دلالة صريحة على أن الشيطان قد يتلبس الإنسان ، ويدخل فيه ، ولو كان مؤمنا صالحا ) ( سلسلة الأحاديث الصحيحة – 2918 ) 0

يقول الدكتور فهد بن ضويان السحيمي عضو هيئة التدريس في الجامعة النبوية في أطروحته المنظومة لنيل درجة الماجستير : ( الشاهد قوله صلى الله عليه وسلم " أخرج عدو الله " وقول عثمان بن أبي العاص : ما أحسبه خالطني بعد 0 وجه الدلالة الخروج لا يكون إلا لشيء داخل الجسم وكذلك المخالطة وذلك مما يدل على تلبس الجن بالإنس ) ( أحكام الرقى والتمائم – ص 116 ) 0

قلت : وفي هذا الحديث الصحيح دلالة قوية على مسألة صرع الجن للإنس ، فالظاهر من سياق الحديث آنف الذكر أن هذا الصحابي الجليل كان يعاني من مس شيطاني بدليل قوله صلى الله عليه وسلم " اخرج عدو الله " ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون المخاطب من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أو سراب أو خيال ، بل كائن ومخلوق موجود داخل جسد هذا الصحابي الجليل بكيفية وكنه لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ، وكونه صلى الله عليه وسلم ينفث في فيّ الصحابي ويضرب صدره ثلاثا زاجرا الشيطان متوعدا إياه ، يدل بما لا يدع مجالا للشك على حقيقة إثبات صرع الجن للإنس ، فتلك النصوص النقلية تؤكد هذا المفهوم ، ومن أعياه شيطانه عن إدراك ذالك فليراجع نفسه وليعالج عقله ، فربما أصابته لوثة شيطان أو نقص فهم وتجبر وطغيان 0

الحديث السابع :


عن عم خارجة بن الصلت التميمي - رضي الله عنه - : ( أنه أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم ، ثم أقبل راجعا من عنده ، فمر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد ، فقال أهله : إنا حدثنا أن صاحبكم هذا ، قد جاء بخير ، فهل عندك شيء تداويه ؟ فرقيته بفاتحة الكتاب ، فبرأ ، فأعطوني مائة شاة ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فقال : ( هل إلا هذا ) وقال مسدد في موضع آخر : ( هل قلت غير هذا ) ؟ قلت : لا ! قال : ( خذها ، فلعمري لمن أكل برقية باطل ، لقد أكلت برقية حق )


تخريج الحديث :


( أخرجـه الإمام أحمد في مسنده – 5 / 210 ، 211 ، وأبو داوود في سننه – كتاب الطب ( 19 ) – برقم ( 3896 ، 3897 ) ، والنسائي في " السنن الكبرى " – 4 / 365 – كتاب الطب (34) – برقم (7534) ، وابن السني - برقم ( 624 ) ، والطحاوي في "شرح المعاني " – 2 / 269 ، والحاكم في المستدرك – 1 / 559 - 560 ، والطيالسي - برقم ( 1362 ) ، وقال الألباني حديـث صحيح ، أنظر صحيح أبي داوود 2918 ، 3297 ، 3298 - السلسلة الصحيحة 2027 )


قال شمس الحق العظيم أبادي : ( " إنا حدثنا " بصيغة المجهول المتكلم ( إن صاحبكم هذا ) يعنون النبي صلى الله عليه وسلم ( هل إلا هذا ) أي هل قلت إلا فاتحة الكتاب ( قال خذها ) قال صاحب التوضيح : فيه حجة على أبي حنيفة في منعه أخذ الأجرة على تعليم القرآن ( لمن أكل برقية باطل ) جزاءه محذوف أي فعليه وزره وإثمه ( لقد أكلت برقية حق ) فلا وزر عليك ) ( عون المعبود – 10 / 277 ) 0

قلت : قد يستأنس بحديث عم خارجة بن الصلت التميمي على مسألة صرع الجن للإنس ، مع أن معاناة الرجل الموثق بالحديد قد تكون بسبب صرع الأرواح الخبيثة وقد تكون نتيجة لوثة في عقل الرجل أو أسباب أخرى ، حيث لم يشر الحديث صراحة للأسباب الحقيقية لمثل تلك المعاناة ، مع ترجيح الأمر الأول وهو الصرع والتخبط بدليل قول الإمام القرطبي – رحمه الله - : " والمس الجنون ، يقال : مس الرجل وألس ، فهو ممسوس ومألوس إذا كان مجنونا " والله تعالى أعلم 0

نكتفي بهذا القدر
واللي لقاء قريب بإذن الله


ليست هناك تعليقات: